مواضيع مماثلة
لا تكن عُشبا و أنت شجرة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لا تكن عُشبا و أنت شجرة
" أيتها العُشبة الغضَّة تحت قدمي
عفوك عني
أنا أدوسك لحظة ،
و يدوسني الناس إلى الأبد "
بان مو - شاعر صيني
العشبة
، نبات أرضي ، و الأرضيُ موطوء ، و كل إنسان كان أرضيَّ الهمة سيوطأ . و
متى استمر بأرضيته فهو مستديم طلبِ الوطءِ و راضٍ به .الأشجار ، نباتٌ
أرضيٌ ، لكنه سماويُ القامة ، فلا يقدر أن يطأه أحد .
الناس كالنباتِ ، فمن كان قد منح نفسه العُشبيةَ فهو سيُعاملُ كما
يُعامَلُ العُشبُ ، يؤكلُ ، و يوطأُ ، و يُجزُّ ، بل ربما أُحرقَ ، و ربكا
كان أكلا لما يستحق و ما لا يستحقُ . و عندها لا يلُم أحداً .
و آخرون كنباتٍ كبيرٍ ، أشجارٍ فارعة الطول ، باسقة في السماء ، لا ينالها
إلا من هو مثلها ، و الأشياء تجذب أشباهها ، منحوا أنفسهم أحوال الأشجار
الكبرى ، معطاءة ، مُظلة ، مُلتجأٌ إليها ، فكانوا كذلك ، فعرفهم الناس
بهذه ، و هم لزموا تلك الحال .
العُشبيون يغارون من الشجريين ، فلا يقفون عن بذل النقيصة بهم ، فإن
تطاولَ العُشب ليصل الشجرة انقطع دون أن يُجاوز قدره ، و لا يمكن الوصول
إليه إلا إذا انحنى الشَّجَريُّ إليه ، فيكون متنازلاً عن محله ، و من ترك
مكانه فغيره أحق به .
بين العشبيين و الشجريين مفاوزُ معنوية ، و أُخرى حسية ، و لا تتم الحسية
إلا بتمام المعنوية ، و كلٌّ يعطي الآخر و يُطعمه ، فعملية الحال بينهما :
أعطني و أعطيك .
العُشبيةُ و الشَّجريةُ ، صفتان مكتسبتان ، و قد تكونان جِبِلِّيتان ، و
لكن اكتسابهما أكبر و أشد ، فكلُ إنسان في حالةٍ فهو مكتسب إياها ، و كل
امريء مُيسَّر لمسعاه .
عفوك عني
أنا أدوسك لحظة ،
و يدوسني الناس إلى الأبد "
بان مو - شاعر صيني
العشبة
، نبات أرضي ، و الأرضيُ موطوء ، و كل إنسان كان أرضيَّ الهمة سيوطأ . و
متى استمر بأرضيته فهو مستديم طلبِ الوطءِ و راضٍ به .الأشجار ، نباتٌ
أرضيٌ ، لكنه سماويُ القامة ، فلا يقدر أن يطأه أحد .
الناس كالنباتِ ، فمن كان قد منح نفسه العُشبيةَ فهو سيُعاملُ كما
يُعامَلُ العُشبُ ، يؤكلُ ، و يوطأُ ، و يُجزُّ ، بل ربما أُحرقَ ، و ربكا
كان أكلا لما يستحق و ما لا يستحقُ . و عندها لا يلُم أحداً .
و آخرون كنباتٍ كبيرٍ ، أشجارٍ فارعة الطول ، باسقة في السماء ، لا ينالها
إلا من هو مثلها ، و الأشياء تجذب أشباهها ، منحوا أنفسهم أحوال الأشجار
الكبرى ، معطاءة ، مُظلة ، مُلتجأٌ إليها ، فكانوا كذلك ، فعرفهم الناس
بهذه ، و هم لزموا تلك الحال .
العُشبيون يغارون من الشجريين ، فلا يقفون عن بذل النقيصة بهم ، فإن
تطاولَ العُشب ليصل الشجرة انقطع دون أن يُجاوز قدره ، و لا يمكن الوصول
إليه إلا إذا انحنى الشَّجَريُّ إليه ، فيكون متنازلاً عن محله ، و من ترك
مكانه فغيره أحق به .
بين العشبيين و الشجريين مفاوزُ معنوية ، و أُخرى حسية ، و لا تتم الحسية
إلا بتمام المعنوية ، و كلٌّ يعطي الآخر و يُطعمه ، فعملية الحال بينهما :
أعطني و أعطيك .
العُشبيةُ و الشَّجريةُ ، صفتان مكتسبتان ، و قد تكونان جِبِلِّيتان ، و
لكن اكتسابهما أكبر و أشد ، فكلُ إنسان في حالةٍ فهو مكتسب إياها ، و كل
امريء مُيسَّر لمسعاه .
رد: لا تكن عُشبا و أنت شجرة
بارك الله فيك أختي على هذا الطرح الراااائع والطيب
وأستطيع أن أسميك صاحبة القلم الحنون
واصلي الابداع فنحن بانتظار جديدك
تقبلي مروري
وأستطيع أن أسميك صاحبة القلم الحنون
واصلي الابداع فنحن بانتظار جديدك
تقبلي مروري
امير المملكه- عضو فعال
-
عدد المساهمات : 392
السٌّمعَة : 9
العمر : 40
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى