مواضيع مماثلة
قصـة تبكيك حادثة سير و شباب يحتضر و لا يستطيع النطق بالشهاده
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصـة تبكيك حادثة سير و شباب يحتضر و لا يستطيع النطق بالشهاده
لسلام عليكم..،،
أتررككم مع القصـه..،،
انطلقت بالسيارة ، كان الطريق خالياً من السيارات ، نسائم الليل الذي أوشك
على الرحيل تسللت إلى جسدي ، شعرت معها براحة عجيبة ، رفعت بصري إلى
السماء ...
وفجأة شعرت بأنني قد توقفت ، بل رجعت بالسيارة إلى الوراء ، فقد تجاوزتني
سيارتان كأنهما البرق ، نظرت إلى عداد السرعة في سيارتي ، يا الله إنني
أسير بسرعة مائة وعشرين كيلاً في الساعة ، لا حول ولا قوة إلا بالله ،
لماذا يعرضون أنفسهم للخطر ؟ لماذا يلقون بأنفسهم إلى التهلكة ؟ ...
وأنا في تساؤلاتي وحيرتي ، أبصرت كأن الشمس قد أشرقت من ورائي ، وكأن صخب
الطرق في مدينتي قد أفاق من رقدته ، دققت النظر ، فإذا بالسيارات من ورائي
تشير إليّ بالأنوار العالية ، لم أعرف ماذا أفعل ؟ ....
الحمدلله كانت أول كلمة نطقت بها بعد تلك اللحظات الرهيبة ....
ابتعدت السيارات وعاد السكون مرة أخرى ، لكن مشاعر الحزن والألم بدأت
تسيطر على مشاعري ....تتحرق أسى وحسرة على شباب أضاعوا أوقاتهم فيما لا
ينفعهم ولا ينفع أمتهم ، بل فيما يضرهم ...
نعم ... لم تطهر قلوب هؤلاء الشباب ولم تتعلق بخالقها ، قلوب فارغة من
محبة الله ، أجلب عليهم الشيطان بالضيق والنكد ، فراحوا يبحثون عن السعادة
في السهر و الغناء ، والسرعة والتفحيط ، وربما المخدرات والمعاصي بأنواعها
....
أبصرت أمامي فوج السيارات وقد توقف كليةً ، ضغطت على كوابح السيارة ، بحثت
عن منفذ حتى أتجاوزهم ، سرت في المسار الأيسر تجاوزت الصف الأخير ، لكنني
توقفت فالطريق قد أغلق تماماً ، أوقفت السيارة ، يبدو أنني أحتاج لوقت حتى
أواصل السير ....
أخرج الشباب أجسادهم من النوافذ وبدأت أصوات الغناء ترتفع ، والبعض منهم يردد ويصفق ، والبعض يرقص ...
إنا لله وإنا إليه راجعون ، ماذا أفعل الآن ؟ ...
انتظرت لحظات أنصت فيها ، لكنني لم أسمع أصوات التشجيع وأصوات كوابح السيارات كما هو الحال في تجمعات الشباب .....
شعرت بانقباض ، قلت في نفسي : لعله حادث ؟ ....
زاد قلقي عندما رأيت الشباب يتوقفون عن الغناء والرقص والتصفيق ، ثم يخرجون من نوافذ السيارات ، ويركضون إلى الأمام .....
انتظرت في مكاني لحظات ، الوضع لم يتغير ، أغلقت السيارة ، وقبل أن أخرج
منها ، أقبل شاب يجري على قدميه ، يضرب السيارات بيديه ويركلها بقدميه ،
وهو في حالة انهيار عصبي ، لم تسلم سيارتي من ضرباته المتتالية ، حاولت أن
أوقفه لكنه ركض بعيداً عني ....
وقبل أن يبتعد كثيراً ، أقبل شابٌ أخر يجري على قدميه يبكي ويصرخ بصوتٍ
عالٍ : إللي ما راح لا يروح ، إللي ما راح لا يروح ، مواقف شنيعة ، مواقف
شنيعة ، أوقفته وسألته : ماذا حدث ؟ ....
يا أخي أقول لك مواقف شنيعة ، الأن يلقنونهم الشهادة ، اللي ما راح لا يروح ...
تركته وانطلقت إلى المكان الذي جاء منه ...
تجاوزت الجميع ، وأجساد ملقاة على الأرض ، وأخرى لازالت محجوزة في السيارة
، لا تسمع إلا الأنين ، ولا ترى إلا باكياً حزيناً ، قد أصابه الموقف
بالدهشة والحيرة فانعجم لسانه ...
شاب في العشرين من عمره ارتفع صوته ، قد انكب على رجل تجاوز الأربعين
مُلقى على الأرض قد فقد ساقيه ونزف الدم من جميع أنحاء جسمه ، يعالج سكرات
الموت ...
أخذ الشاب يهزه ويصرخ قل : لا إله إلا الله ، قل : لاإله إلا الله ، سبحان الله ، الله أكبر ...
أخذ يردد أذكاراً متنوعة ، ويهزه هزاً عنيفاً يكاد يقتلعه من الأرض ....
رفع الرجل رأسه ، انطلقت من شفتيه كلمة التوحيد : لا إله إلا الله ، ثم سكت ، وعيناه تتوسلان للشاب أن يتركه ....
أسرعت نحوهما ، جذبت الشاب نحوي ، أقبل عليّ ، فانبعثت من فمه رائحة الخمر
، أذهلني الموقف ، تركته و ابتعدت عنه قليلاً ، صاح بي أحد أصدقائه : إنه
مخمور ...
عدت إليه ، حاولت أن أبعده ، فصاح بي : لازم يقول : لا إله إلا الله ، أنت عارف ، لازم يقول لا إله إلا الله ...
محاولاتي لم تنجح ، والرجل يوشك أن يفارق الحياة ، تركتهما وانطلقت نحو مصاب آخر قد تجمع رفقاؤه من حوله ...
اقتربت منه ، وجدتهم ينادونه ويسألونه : كيف حالك ؟ لكنه لا يجيب ، قد انثنت رقبته على كتفه ، والدماء تغطي جسده ...
وضعت يدي على صدره ، ضربات القلب ضعيفة جداً ، دنوت منه وهمست بصوت خاشع ،
قل : لا إله إلا الله ، قال لي أحد الواقفين : إنه في غيبوبة ولن يجيب ....
لكن الشاب فتح عينيه ، وعض على شفتيه ، فانطلقت زفرة مكتومة من صدره ،
تبعتها آهات وحشرجة افرعت الجميع ، ثم قال : ما أدري إيش فيني ...
قلت له : هل تشعر بغشيان ...
قال : أحس بدوخة ...
قلت له : قل لا إله إلا الله ....
فزفر وعض على شفتيه مرة أخرى ، وقال : أقولك ما أدري إيش فيني ...
قلت له : هل تؤلمك قدماك ...
قال : نعم ...
كررت عليه الأسئلة ، وفي كل مرة يجيب بنعم ...
انتهزت الفرصة مرة أخرى ، قلت له : قل لا إله إلا الله ...
التفت نحوي وقد عض على شفتيه وأطلقها زفرة قوية ، وقال : أقولك ما أدري إيش فيني ...
لحظة رهيبة ، لم أعد أرى إلا الدموع ، و لم أعد أسمع إلا البكاء ، انهار رفقاء الشاب وهم يشاهدون
صديقهم لا يستطيع أن ينطق بلا إله إلا الله ....
تركته على الأرض ، واتجهت نحو المصاب الأخير ...
سبقني إليه الضابط ومعه مجموعة من الشباب ، يحاولون إخراجه من السيارة ،
حاولت مساعدتهم ، وكلما حاولنا رفع الباب يرتفع جسد الشاب ، قررنا سحب
الباب أوخلعه ، فلم نستطع ، فقد أخترقت أجزاء من الباب جسد الشاب ، التفت
الضابط نحوي وقال : نحتاج إلى الدفاع المدني ، وأجهش بالبكاء ....
اقتربت من المصاب ، أدخلت رأسي من النافذة ، اقتربت بفمي من أذنه ، وهتفت
: لا إله إلا الله ، قل لا إله إلا الله ، التفت نحوي ، وأطبق بأسنانه على
شفتيه ، وانبعثت زفرة مكتومة ، راح يحمحم بعدها ، ويصدر أصواتاً غريبة ،
جثى الحاضرون على الركب وارتفع البكاء ، أما الضابط فقد أجهش بالبكاء
وكأنه فقد والده أو ابنه ....مال الشاب على جنبه الأيسر ، وبقي جسده
معلقاً ....
لحظات من الانتظار حضر خلالها رجال الدفاع المدني وتم تخليصه ، وأثناء
نقله إلى سيارة الإسعاف تابعته ، وفي آخر لحظة وضعت يدي على صدره ، أتحسس
ضربات قلبه التي توقفت ، ليفارق الحياة ...
انطلقت سيارات الإسعاف ، تحمل جثث الموتى ، وبقي الجميع في حالة ذهول ....
انطلق الشاب ذو العشرين عاماً يجري قد فقد صوابه ، يجري في اتجاهات شتى
ذهاباً وإياباً ، يضرب بيديه وجهه وصدره ، ثم يلقي بجسده على الأرض ،
توجهت الأنظار نحوه ، ابتعد عن الجميع ثم وقف ليطلقها صرخة مدوية اهتزت
لها أرجاء المكان ، وتزلزلت لها قلوب الحاضرين ....إن الله عظيم ، إن الله
عظيم ، ليه هو قال لا إله إلا الله ، وهم ما قالوا ، أشار نحو رفقائه وقال
: أنتم مجانين ، أنتم مجانين ، ثم صرخ لا ... أنا مجنون ، أنا مجنون لأني
مشيت معكم ، انخرط في بكاء شديد ثم قال : ليه هم ماتوا وأنا ما مت ليه هم
ماتوا وأنا ما مت ، ليتني مت معهم ...
أمسكت به ، هززته ، احمد الله الذي أمد في عمرك لتتوب ، التفت نحوي بدأ
يضربني بيديه على صدري ، ثم يحتضنني ، ألقى برأسه على كتفي وأخذ يبكي مثل
الطفل الصغير ، حاولت تهدئته ، نظر إليّ ، وقال: إن الله عظيم ، أنت عارف
أن الله عظيم ، خنقتني العبرة وأنا أهز رأسي مؤكداً له أن الله عظيم ، نعم
إن الله عظيم ، بكى الحاضرون من هذا الموقف ....
رفعت رأسي إلى السماء وسألت الله أن يهبهم قلوباً فإنه لاقلوب لهم ....
وبقي السؤال : ماذا فعل الشاب ذو العشرين عاماً ؟! يتلجلج في صدري ويبحث عن الإجابة ...
أتررككم مع القصـه..،،
انطلقت بالسيارة ، كان الطريق خالياً من السيارات ، نسائم الليل الذي أوشك
على الرحيل تسللت إلى جسدي ، شعرت معها براحة عجيبة ، رفعت بصري إلى
السماء ...
وفجأة شعرت بأنني قد توقفت ، بل رجعت بالسيارة إلى الوراء ، فقد تجاوزتني
سيارتان كأنهما البرق ، نظرت إلى عداد السرعة في سيارتي ، يا الله إنني
أسير بسرعة مائة وعشرين كيلاً في الساعة ، لا حول ولا قوة إلا بالله ،
لماذا يعرضون أنفسهم للخطر ؟ لماذا يلقون بأنفسهم إلى التهلكة ؟ ...
وأنا في تساؤلاتي وحيرتي ، أبصرت كأن الشمس قد أشرقت من ورائي ، وكأن صخب
الطرق في مدينتي قد أفاق من رقدته ، دققت النظر ، فإذا بالسيارات من ورائي
تشير إليّ بالأنوار العالية ، لم أعرف ماذا أفعل ؟ ....
الحمدلله كانت أول كلمة نطقت بها بعد تلك اللحظات الرهيبة ....
ابتعدت السيارات وعاد السكون مرة أخرى ، لكن مشاعر الحزن والألم بدأت
تسيطر على مشاعري ....تتحرق أسى وحسرة على شباب أضاعوا أوقاتهم فيما لا
ينفعهم ولا ينفع أمتهم ، بل فيما يضرهم ...
نعم ... لم تطهر قلوب هؤلاء الشباب ولم تتعلق بخالقها ، قلوب فارغة من
محبة الله ، أجلب عليهم الشيطان بالضيق والنكد ، فراحوا يبحثون عن السعادة
في السهر و الغناء ، والسرعة والتفحيط ، وربما المخدرات والمعاصي بأنواعها
....
أبصرت أمامي فوج السيارات وقد توقف كليةً ، ضغطت على كوابح السيارة ، بحثت
عن منفذ حتى أتجاوزهم ، سرت في المسار الأيسر تجاوزت الصف الأخير ، لكنني
توقفت فالطريق قد أغلق تماماً ، أوقفت السيارة ، يبدو أنني أحتاج لوقت حتى
أواصل السير ....
أخرج الشباب أجسادهم من النوافذ وبدأت أصوات الغناء ترتفع ، والبعض منهم يردد ويصفق ، والبعض يرقص ...
إنا لله وإنا إليه راجعون ، ماذا أفعل الآن ؟ ...
انتظرت لحظات أنصت فيها ، لكنني لم أسمع أصوات التشجيع وأصوات كوابح السيارات كما هو الحال في تجمعات الشباب .....
شعرت بانقباض ، قلت في نفسي : لعله حادث ؟ ....
زاد قلقي عندما رأيت الشباب يتوقفون عن الغناء والرقص والتصفيق ، ثم يخرجون من نوافذ السيارات ، ويركضون إلى الأمام .....
انتظرت في مكاني لحظات ، الوضع لم يتغير ، أغلقت السيارة ، وقبل أن أخرج
منها ، أقبل شاب يجري على قدميه ، يضرب السيارات بيديه ويركلها بقدميه ،
وهو في حالة انهيار عصبي ، لم تسلم سيارتي من ضرباته المتتالية ، حاولت أن
أوقفه لكنه ركض بعيداً عني ....
وقبل أن يبتعد كثيراً ، أقبل شابٌ أخر يجري على قدميه يبكي ويصرخ بصوتٍ
عالٍ : إللي ما راح لا يروح ، إللي ما راح لا يروح ، مواقف شنيعة ، مواقف
شنيعة ، أوقفته وسألته : ماذا حدث ؟ ....
يا أخي أقول لك مواقف شنيعة ، الأن يلقنونهم الشهادة ، اللي ما راح لا يروح ...
تركته وانطلقت إلى المكان الذي جاء منه ...
تجاوزت الجميع ، وأجساد ملقاة على الأرض ، وأخرى لازالت محجوزة في السيارة
، لا تسمع إلا الأنين ، ولا ترى إلا باكياً حزيناً ، قد أصابه الموقف
بالدهشة والحيرة فانعجم لسانه ...
شاب في العشرين من عمره ارتفع صوته ، قد انكب على رجل تجاوز الأربعين
مُلقى على الأرض قد فقد ساقيه ونزف الدم من جميع أنحاء جسمه ، يعالج سكرات
الموت ...
أخذ الشاب يهزه ويصرخ قل : لا إله إلا الله ، قل : لاإله إلا الله ، سبحان الله ، الله أكبر ...
أخذ يردد أذكاراً متنوعة ، ويهزه هزاً عنيفاً يكاد يقتلعه من الأرض ....
رفع الرجل رأسه ، انطلقت من شفتيه كلمة التوحيد : لا إله إلا الله ، ثم سكت ، وعيناه تتوسلان للشاب أن يتركه ....
أسرعت نحوهما ، جذبت الشاب نحوي ، أقبل عليّ ، فانبعثت من فمه رائحة الخمر
، أذهلني الموقف ، تركته و ابتعدت عنه قليلاً ، صاح بي أحد أصدقائه : إنه
مخمور ...
عدت إليه ، حاولت أن أبعده ، فصاح بي : لازم يقول : لا إله إلا الله ، أنت عارف ، لازم يقول لا إله إلا الله ...
محاولاتي لم تنجح ، والرجل يوشك أن يفارق الحياة ، تركتهما وانطلقت نحو مصاب آخر قد تجمع رفقاؤه من حوله ...
اقتربت منه ، وجدتهم ينادونه ويسألونه : كيف حالك ؟ لكنه لا يجيب ، قد انثنت رقبته على كتفه ، والدماء تغطي جسده ...
وضعت يدي على صدره ، ضربات القلب ضعيفة جداً ، دنوت منه وهمست بصوت خاشع ،
قل : لا إله إلا الله ، قال لي أحد الواقفين : إنه في غيبوبة ولن يجيب ....
لكن الشاب فتح عينيه ، وعض على شفتيه ، فانطلقت زفرة مكتومة من صدره ،
تبعتها آهات وحشرجة افرعت الجميع ، ثم قال : ما أدري إيش فيني ...
قلت له : هل تشعر بغشيان ...
قال : أحس بدوخة ...
قلت له : قل لا إله إلا الله ....
فزفر وعض على شفتيه مرة أخرى ، وقال : أقولك ما أدري إيش فيني ...
قلت له : هل تؤلمك قدماك ...
قال : نعم ...
كررت عليه الأسئلة ، وفي كل مرة يجيب بنعم ...
انتهزت الفرصة مرة أخرى ، قلت له : قل لا إله إلا الله ...
التفت نحوي وقد عض على شفتيه وأطلقها زفرة قوية ، وقال : أقولك ما أدري إيش فيني ...
لحظة رهيبة ، لم أعد أرى إلا الدموع ، و لم أعد أسمع إلا البكاء ، انهار رفقاء الشاب وهم يشاهدون
صديقهم لا يستطيع أن ينطق بلا إله إلا الله ....
تركته على الأرض ، واتجهت نحو المصاب الأخير ...
سبقني إليه الضابط ومعه مجموعة من الشباب ، يحاولون إخراجه من السيارة ،
حاولت مساعدتهم ، وكلما حاولنا رفع الباب يرتفع جسد الشاب ، قررنا سحب
الباب أوخلعه ، فلم نستطع ، فقد أخترقت أجزاء من الباب جسد الشاب ، التفت
الضابط نحوي وقال : نحتاج إلى الدفاع المدني ، وأجهش بالبكاء ....
اقتربت من المصاب ، أدخلت رأسي من النافذة ، اقتربت بفمي من أذنه ، وهتفت
: لا إله إلا الله ، قل لا إله إلا الله ، التفت نحوي ، وأطبق بأسنانه على
شفتيه ، وانبعثت زفرة مكتومة ، راح يحمحم بعدها ، ويصدر أصواتاً غريبة ،
جثى الحاضرون على الركب وارتفع البكاء ، أما الضابط فقد أجهش بالبكاء
وكأنه فقد والده أو ابنه ....مال الشاب على جنبه الأيسر ، وبقي جسده
معلقاً ....
لحظات من الانتظار حضر خلالها رجال الدفاع المدني وتم تخليصه ، وأثناء
نقله إلى سيارة الإسعاف تابعته ، وفي آخر لحظة وضعت يدي على صدره ، أتحسس
ضربات قلبه التي توقفت ، ليفارق الحياة ...
انطلقت سيارات الإسعاف ، تحمل جثث الموتى ، وبقي الجميع في حالة ذهول ....
انطلق الشاب ذو العشرين عاماً يجري قد فقد صوابه ، يجري في اتجاهات شتى
ذهاباً وإياباً ، يضرب بيديه وجهه وصدره ، ثم يلقي بجسده على الأرض ،
توجهت الأنظار نحوه ، ابتعد عن الجميع ثم وقف ليطلقها صرخة مدوية اهتزت
لها أرجاء المكان ، وتزلزلت لها قلوب الحاضرين ....إن الله عظيم ، إن الله
عظيم ، ليه هو قال لا إله إلا الله ، وهم ما قالوا ، أشار نحو رفقائه وقال
: أنتم مجانين ، أنتم مجانين ، ثم صرخ لا ... أنا مجنون ، أنا مجنون لأني
مشيت معكم ، انخرط في بكاء شديد ثم قال : ليه هم ماتوا وأنا ما مت ليه هم
ماتوا وأنا ما مت ، ليتني مت معهم ...
أمسكت به ، هززته ، احمد الله الذي أمد في عمرك لتتوب ، التفت نحوي بدأ
يضربني بيديه على صدري ، ثم يحتضنني ، ألقى برأسه على كتفي وأخذ يبكي مثل
الطفل الصغير ، حاولت تهدئته ، نظر إليّ ، وقال: إن الله عظيم ، أنت عارف
أن الله عظيم ، خنقتني العبرة وأنا أهز رأسي مؤكداً له أن الله عظيم ، نعم
إن الله عظيم ، بكى الحاضرون من هذا الموقف ....
رفعت رأسي إلى السماء وسألت الله أن يهبهم قلوباً فإنه لاقلوب لهم ....
وبقي السؤال : ماذا فعل الشاب ذو العشرين عاماً ؟! يتلجلج في صدري ويبحث عن الإجابة ...
رد: قصـة تبكيك حادثة سير و شباب يحتضر و لا يستطيع النطق بالشهاده
ربي يهدينا ويسترنا وربي يثبت علينا العقل والدين
قصة مأثرة برشا الله يهدينا اجمعين
قصة مأثرة برشا الله يهدينا اجمعين
darine- المديرة العامة
-
عدد المساهمات : 871
السٌّمعَة : 8
العمر : 32
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى