مفتاح الجنة وأبوبها
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مفتاح الجنة وأبوبها
هذه المقالة لفضيلة الشيخ الدكتور/علي آل ياسين( مفتاح الجنةوأبوبها)الحمد لله معز من أطاعه في الدنيا وفي الآخرة بالجنان ، والحمدلله مذل من عصاه في الدنيا وفي الآخرة بالذل وهوان والخسران والنيران ،وأصلى على خير خلقه أجمعين وبعد : أيها الأحباب إن الحديث عن الجنة ومافيها ، حديثا تشتاق له الروح ، وتطرب له الأذن ، وتشتهيه نفوس العباد ،لأنها دار النعيم فيها قد اكتمل ، ونجم الشقاء والتعاسة عنها أفل ،وليسلانقضاء السعادة فيها أمد أو أجل ، فهي دار فيها من كل خير مزيد ، خلقهاالكريم ثوابا لمن أطاعه من العبيد ، فمن دخلها كان واللهوبالله وتالله هوحقا السعيد.روى مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلىالله عليه وسلم (يؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة ، فيصبغ فيالجنة صبغة أي يغمس فيها غمسة ، فيقال : يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط ؟ هلمرّ بك شدة قط؟ فيقول لا والله يارب ، ما مرّ بي بؤس قط ، ولا رأيت شدة قط) ، لا إله إلا الله أحبابي في الله من غمسة واحدة في الجنة ينسى جوعالبطون ، وعطش السنين ، ومرض الأبدان ، وشلل الأركان ، وعمى العينان ،والتعاسة والشقاء ، والعلل والبلاء ، والضنك والهم ،والضيق والغم ، تلكالسنين الطوال والعمر المديد في عذاب الدنيا ينساه أحبابي من غمسة واحدةفي الجنة ، فكيف بمن هو خالد مخلد فيها ، اللهم إنا نسألك من فضلك العظيم، يا جواد يا كريم .أخي الحبيب هل سمعت عن أبواب الجنة ، هل سمعت عن نورالجنة ، هل سمعت عن ريح الجنة ، عن تربة الجنة ، عن قصورها وأنهارها ،وعيونها ،وفرشها ، ونسائها ، وغرفها ، وخيامها ، ولباسها وحليها وحللها،هل سمعت ...هل ..وهل..والله يا أحبتي لو أننا سمعنا بآذان القلب لتغيرتأحوالنا ، ولطارت أرواحنا ، شوقا إليها ، وتعلقا بها ، ولهجرنا الفراشوالمنام ، ما طاب لنا في الدنيا المقام ، حتى تحط فيها الرحال، فهي بناأحبابي نقف على صور من النعيم في هذه الدار ، وما أعد الله لمن أطاعه فيها، نقف وقوف المشتاق ، الذي حركته الأشواق ، هيا نقف نشحذ منا الهمم ،وتسمو أرواحنا إلى أعالي القمم ، هناك في السماء ، حيث لا شقاء ولا عناءفي دار :الجار أحمد والرحمن بانيها والزعفران حشيش نابت فيهاأحبابي هذا هوطريق الجنة أمامكم ، طريق واضح جلي ، وسط بين طرق مختلفة ، لن يوصلنا إلىالجنة سواه ، إنه طريق الأنبياء والمرسلين ، طريق الأولياء والمتقين ،طريق عباد الله الصالحين ، ((وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ، ولا تتبعواالسبل فتفرق بكم عن سبيله ، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون )) الأنعام153 ،قال ابن مسعود رضي الله عنه : خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ،وقال( هذا سبيل الله ، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن يساره ثم قال : هذه سبلوعلى كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ، ثم قرأ (( وأن هذا صراطي مستقيمافاتبعوه ، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ، ذلكم وصاكم به لعلكمتتقون )) أخرجه ابن حبان.أيها المسلمون إننا لن نصل إلى جنة المأوى ، إلابما يرضي المولى ، ولن ندخل تلك الدار ، إلى بعد تطبيق سنة النبي المختار، هذا هو السبيل يا عبد الله ، والصراط المستقيم الذي أوله عندك وآخره عندباب الجنة ، روى الترمذي عن جابر قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليهوسلم يما فقال ( إني رأيت في المنام ، كأن جبريل عند رأسي ، وميكائيل عندرجلي يقول أحدهما لصاحبه : اضرب له مثلا ، فقال : اسمع سمعت أذنك ، واعقلعقل قلبك ، إنما مثلك ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ دارا ، ثم بنى فيها بيتا ،ثم جعل مائدة ،ثم بعث رسولا يدعو الناس إلى طعامه ، فمنهم من أجاب الرسولومنهم من تركه ، فالله هو الملك ، والدار الإسلام ، والبيت الجنة ، وأنتيا محمد رسول ، قمن أجابك دخل الإسلام ، ومن دخل الإسلام دخل الجنة ، ومندخل الجنة أكل ما فيها )الترمذي 2860واعلم أخي أن للجنة مفتاح تفتح به ،فمن أتى بالمفتاح ، فتح له الباب ، ومن لم يأتي به حيل بينه وبين جناتالنعيم ،روى أحمد في مسنده من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال رسولالله صلى الله عليه وسلم (مفتاح الجنة لا إله إلا الله) ، وأسنان ذلكالمفتاح الأعمال الصالحة من فعل الطاعات وترك المحرمات ، ذكر البخاري فيصحيحه عن وهب ابن منبه أنه قيل له :أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله ؟قال : بلى ، ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان ، فإن أتيت بمفتاح له أسنانفتح لك ، و إلا لم يفتح لك . البخاري /الجنائزأخي المشتاق لجنة رب الأرباب: هل سمعت عن أبواب الجنة ، عن عددها وسعتها، اسمع كلام ربك جل وعلا((وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا ، حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابهاوقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين))الزمر71 ، (وسيق الذيناتقوا ربهم إلى الجنة زمرا) قال ابن كثير: هذا إخبار عن حال السعداء حيثيساقون على النجائب وفدا إلى الجنة زمرا أي جماعة بعد جماعة،المقربون ثمالأبرار ،ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كل طائفة مع من يناسبهم :الأنبياء والصديقون مع أشكالهم والشهداء مع أضرابهم ، والعلماء مع أقرانهم، (حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها) أي أبوابها الثمانية ، فالجنة لهاثمانية أبواب ، قال قتادة :أبواب يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها منظاهرها ، تتكلم وتكلم ، وتفهم ما يقال لها ، انفتحي انغلقي . حاديالأرواح92ٍروى مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه عليه الصلاةوالسلام قال (ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ، ثم يقول :أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، إلا فتحت له أبوابالجنة الثمانية ) وقد أتى في بعض الأحاديث تعيين بعض الأبواب فمن ذلك مارواه البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال (من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة يا عبد الله هذا خير،فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دعي منباب الجهاد ،ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ،ومن كان من أهلالصيام دعي من باب الريان ، فقال أبو بكر رضي الله عنه :يا رسول الله ماعلى أحد يدعى من هذه الأبواب من ضرورة ، فهل يدعى أحد من هذه الأبواب ؟قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم )البخاري 2841 ،أما سعة تلك الأبواب فخرجمسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه في حديث الشفاعة أنه قال عليه الصلاةوالسلام ( والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكمابين مكة وهجر ، أو كما بين مكة وبصرى) مسلم 194 ، وخرج مسلم عن خالد بنعمير ، قال :خطبنا عتبة بن غزوان فقال : ولقد ذكر لنا أن ما بين المصراعينمن مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام)مسلم 2967 ،وخرج مسلم أيضا عن سهل بن سعد أنه عليه الصلاة والسلام قال(ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا أو سبعمائة ألف ،متماسكون آخذ بعضهمبعضا ، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم ،ووجوههم على صورة القمر ليلة البدر)مسلم219 ، قال ابن كثير ( حتى إذا جاؤوها ) أي وصلوا إلى أبواب الجنة بعدمجاوزة الصراط ، حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فاقتص لهم مظالم كانتبينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة ، وقد ورد فيحديث الصور أن المؤمنين إذا انتهوا إلى أبواب الجنة تشاوروا فيمن يستأذنلهم في الدخول ، فيقصدون آدم ثم نوحا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم محمداصلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين ، كما فعلوا في العرصات فيشفع لهمالرسول في دخول الجنة ، فيأتي فيقعقع حلقة باب الجنة ، روى مسلم في صحيحهأنه قال عليه الصلاة والسلام ( أنا أول شفيع في الجنة ) وفي لفظ لمسلمأيضا (وأنا أول من يقرع باب الجنة ) وفي لفظ آخر رواه أيضا الإمام أحمدأنه قال عليه الصلاة والسلام ( آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقولالخازن : من أنت ؟ فأقول محمد ، فيقول بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك )فأول من يدخل الجنة من الأنبياء نبينا عليه الصلاة والسلام ، وأول من يدخلمن الأمم أمته بأبي هو وأمي ، روى البخاري ومسلم عنه عليه الصلاة والسلامأنه قال (نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ، ونحن أول الناس دخولا الجنة ،بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ، وأوتيناه من بعدهم ) ، وفقراء أمتهيسبقون الأغنياء ، روى أحمد في مسنده أنه عليه الصلاة والسلام قال( يدخلفقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم ، وهو خمس مئة عام)المسند2-296قال تعالى ((حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتهاسلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين )) ،قال ابن القيم : وقال خزنة الجنةلأهلها (سلام عليكم ) ، فبدؤوهم بالسلام المتضمن السلامة من كل شرّ مكروه، أي : سلمتم ، فلا يلحقكم بعد اليوم ما تكرهون ، ثم قال لهم : (طبتمفادخلوها خالدين ) أي سلامتكم ودخولها بطيبكم ، فإن الله حرمها إلا علىالطيبين ، فبشروهم بالسلامة والطيب ، والدخول والخلود. انتهى حادي الأرواح82إخواني للحديث بقية ، أسأل المولى أن يختم لنا بالصالحات ، وعلى الدرجاتفي الجنات ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
منقول للامانة
منقول للامانة
رد: مفتاح الجنة وأبوبها
أبدعت ماشاء الله عليك اخي الفاضل
جعلها الله في موازين حسناتك وأتمّ أجرك
في انتظار جديدك الراقي
دمت في حفظ الرحمان
جعلها الله في موازين حسناتك وأتمّ أجرك
في انتظار جديدك الراقي
دمت في حفظ الرحمان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى