مواضيع مماثلة
أثر نشأة الرجل والمرأة على حياتهما الزوجية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أثر نشأة الرجل والمرأة على حياتهما الزوجية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(النشأة الأولى واختلاف التوقعات:
كثير من الزوجات يشكين كون ان زوجها
لا يتكلم أبدًا!
إنهلا يكاد يقول شيئًا أبدًا وعلي أن أجر منه المعلومات جرًا وكأني غيرموجودة معه في البيت، إني أتساءل أحيانًا إذا كان لا يراني ولا يسمعني؛فلماذا تزوجني إذًا؟!)
لقد أصبحت (س) تشعر بأنزوجها بعيد عنها، فهو إما غير مبال بها وإما عنيف أو عدوانى معها، وهىتتطلع عادة إلى القاء به في المساء بعد عودته إلى المنزل لتجلس معه وتحدثهعن يومها وتسمع منه عن يومه إلا إنه يفضل عند عودته أن يترك وحيدًاليستريح ويكرر عبارته دومًا (لا أحد يكلمني الآن).
ويدعي الزوج بأنه دومًا يكلم زوجته، إلاأنه منزعج لأنها لا تريد أن تحدثه إلا في الأمور التي تزعجه، وأنها لاتستمع إليه عندما يريد الحديث في أمور أخرى تهمه.
والزوجة أيضا منزعجة لأنه لا يستشيرها فيالأمور وينفرد في اتخاذ القرارات بينما هى لا يخطر في بالها أبدًا أن تفعلهذا معه، إلا أنه يعتقد أن ما تطلبه منه سيقيده ويحد من حريته، ويشعر كأنعليه أن يأخذ الإذن منها في كل شيء.
وما يزيد هذ المشكلة أنهما لم يكونا قدتوقعا مثل هذه الأمور والتصرفات قبل زواجهما، فما زالا يحملان الذكرياتوالخيالات الطيبة المليئة بالوداعة والمحبة والرعاية والتفاهم، والتيحملاها من قبل الزواج، بينما يشعران الآن بالتوتر والألم والحرقة منتصرفات بعضهما، وكلاهما يشعر أيضًا أن حياتهما مليئة بالمشاحنات والجدال.
وأكثر ما يزعجها في زوجها أنه بعد كلجدال ينزعج منه تجده يلوذ بالصمت ولا يعود يقول شيئًا ويحتج هو بقوله: (لافائدة من الحديث معها عندما تكون في حالة غضب؛ فهي لا تعود تفهم أو تستوعبالكلام) وكلاهما يشعر الآن بالإحباط وخيبة الأمال.
عندما تظهر الاختلافات:
ما يحدث عادة أنه عندما يتزوج الطرفانفإنهما يريان الكثير من الأمور المشتركة بينهما، وهما أيضًا يحبان بعضالفروق التى بينهما، ولكن يحاول كل منهما في المرحلة الأولى من العلاقةإظهار أفضل ما عنده من السلوك والطباع، ويحاول كل منهما استيعاب الآخروتقديره، وفى مخيلة كل منهما صورة خيالية مثالية عن طبيعة العلاقة بينهما؛وقد يحملان هذه الصورة الخيالية غير الواقعية لعدد من السنوات.
ونلاحظ في حدوث ذلك أمر صحي عندما تبدأهذه الفروق بالظهور شيئًا فشيئًا إلى السطح، وقد يتوافق هذا مع بعضالتغيرات الاجتماعية كإنجاب الطفل الأول، أو تغيير المهنة أو الانتقال إلىبلد أخر أو غيرها من الأمور التى تساعد على إظهار اختلاف تقديرهما للمواقفوالأعمال، وعندما يدرك الزوجان أن مقدار الاختلاف بينهما أكبر ما كانا،يظنان في بداية العلاقة وقد يعزى أحدهما ذلك إلى تغير الطرف الأخر.
إنهما يريان الأمور الآن بواقعية وعلىحقيقتها، بينما في البداية كانت أمور الحياة تسير بشكل سهل ومريح وكانتالعلاقة مليئة بالمحبة والسلوك الحسن، والآن ومع تزايد صعوبات الحياةاليومية ومشاكلها بدأت هذه المحبة بالتعرض للاختبر والامتحان.
فهما الآن يختلفان في كيفية صرف المالوشراء الحاجات، وفي من يساعد في تنظيف البيت وتدريس الأولاد، وفي كيفيةالتعامل مع والدي الزوجين وربما الاختلاف في كل شيء تقريبًا.
إن هذه الفروق والاختلافات بين الزوجينليست بالضرورة أمرًا سلبيًا، فلفروق عادة جانب إيجابي، والاختلافات عادةأمر طبيعى في الحياة إن أحسن التعامل معها، كما أنها تعتبر ما يتميز بهإنسان معين ويختلف فيه عن الآخرين، وما يجعل الآخرين ينجذبون له وما يميزهوية هذا الإنسان وذاته، فظهور هذه الفروق بين الزوجين في هذه المرحلة منالزواج؛ تفتح مجالًا ممكنًا لمزيد من المحبة الناضجة والتفهم الواقعيبينهما.
تبدل التوقعات:
ولكن لابد أن يسأل الزوجان نفسيهما إذاكانت الاختلافات إيجابية وحسنة؛ فلماذا تغيرت العلاقة الحميمية وأصبحتعلاقة متوترة يشوبها الانزعاج؟ ولماذا يشعر كل منهما الآن بذهاب المحبةالتي كانت بينهما في البداية؟
لاشك أن هناك أسبابًا كثيرة لكل هذاومنها قضية التوقعات، فالزوجة قد تتوقع مثلًا أن يكون هناك حديث طويلبينها وبين زوجها كلما عاد من العمل، والرجل قد يتوقع أن تسعى زوجته فيرعايته وبكل ما تستطيع عندما يصاب بمرض أو رشح، وقد تتوقع الزوجة رحلة فيكل أجازة صيفية، بينما يتوقع هو إنجاب مولود في نهاية السنة الأولى منزواجهما، وقد يتوقع أحدهما أن يكون الآخر مثله تمامًا في كل أمر منالأمور، أو أن يرغب في نفس الأمور التى يرغب هو فيها أو أن يكون له نفسالذوق والتفكير وعادة تنشأ المشكلات والصعوبات عندما لا تتحق هذه التوقعات.
اختلاف النشأة:
ولابد أن نسأل أنفسنا لماذا نحمل توقعاتمختلفة؟ لماذا عندما يتوقع أحد الزوجين أمرًا وهو يراه أمرًا عاديًا جدًاوطبيعيًا فقد يراه الطرف الآخر على أنه توقع غير منطقي وغير معقول؟
وقد يعود السبب إلى أننا نشأنا في أسرمختلفة ومرت بنا ظروف متباينة جعلت توقعاتنا مختلفة وكأننا قد دربنا خلالنشأتنا على سلوك معين وتوقعات متفاوتة، فنحن نتأثر عادة بما لا نلاحظه منتعامل أبوينا في محبتهما واختلافهما وبما يقولان أو يفعلان أو بما يصمتانعنه، ونكون قد تعلمنا من غير أن ندري أساليب مختلفة في معظم أمور الحياة،ولذلك لاشك أنه عندما يتزوج اثنان فإنهما يأتيان من خلفيتين متباينتين،وإن كانا في مجتمع واحد وطبقة واحدة وتحدثا بنفس اللغة، ويفسر هذا بعضالاختلاف في توقعات الزوجين في كثير من الأمور.
فإذا كانت هناك فروق كثيرة بين الزوجينمن البيئة الواحدة، فكيف الحال بالزوجين من مدينتين مختلفتين أو بلدينمختلفين أو ثقافتين وديانتين مختلفتين كما في الزواج المختلط) [التفاهم في الحياة الزوجية، د/ مأمون المبيض، ص( 23 إلى 26)].
اختلاف النشأة يؤدي إلى اختلاف الشخصية :
(إن اختلاف الشخصيتينوعدم فهم هذا الأمر يؤدي إلى كثير من المشاكل، فالشخصيات كثيرة ومتنوعةولها سماتها، فهناك العقلاني والعاطفي والاجتماعي والانطوائي وهذهالشخصيات آية من آيات الله في الكون، فإذا لم يتفهم كل صاحب شخصية صاحبهومفاتيح تلك الشخصية وكيفية التعامل معها فستقع الكثير من المشكلات،والشخصيات المتشابهة تتفاهم أكثر من غيرها، وكذلك الشخصيات المتكافئة حيثيوجد من القوة في كل شخصية ما لا يوجد في غيرها، أما الشخصيات المتنافرةفهي بيت الداء في العلاقات الزوجية) [حتى يبقى الحب، د.محمد بدري، ص( 506 )].
ما معنى الشخصية؟
عرفها البعض بأنها:(الشخصية هي انتظام دينامي في الفرد للأجهزة النفسية والفسيولوجية، والذيتحد توافقاته الأصلية مع البيئة فالشخصية هي نتاج تفاعل بين الفرد الذىيتميز بخصائص موروثة وبين بيئته الاجتماعية بما فيها من عادات وتقاليدمختلفة، وتلعب التنشئة الاجتماعية دورًا هامًا في نمو الشخصية الإنسانيةوتكاملها، ومعنى ذلك أن الإنسان كائن متغير في بيئة متغيرة).
وعرفها آخرون بأنها: (الشخصية هي جملةالصفات الجسمية والعقلية والمزاجية والاجتماعية والخلقية، التي تميز الشخصعن غيره تميزًا واضحًا.
أي الشخصية هي مجموعة من الخصائص ولكنها فيها صفة التميز، فكل شخص يتميز عن غيره فالشخصية كالبصمة لا تتول في التوائم) [قياس الشخصية، د.أحمد محمد عبد الخالق، (ص64) ].
ومن أهم العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية :
1- الوراثة.
2- المستوى الثقافي والاجتماعي (البيئة المحيطة بالفرد).
3- التعليم.
أثر الوراثة والبيئة على شخصية الإنسان:
(يتحكم في السلوك الإنسانى مجموعتان من العوامل، وهما:
1-المجموعةالأولى: هى المجموعة ذات الأساس البيولوجي وعلى رأسها الوراثة وبعضالعوامل الأخرى مثل: اضطرابات الغد وأمراض الجهاز العصبي .... إلخ.
2-المجموعة الثانية: وهي المجموعة ذات الأساس البيئي وتشمل عمليات التعليم والبيئة الاجتماعية والنفسية المحيطة بالفرد منذ نشأته.
ومن هنا فإن تكوين شخصية الإنسان ومحدات سلوكه نتيجة للتفاعل بين هاتين المجموعتين) [المحدات البيولوجية للسلوك والشخصية، د/حنان سعيد السيد، ص (87-93)، باختصار].
ومن هنا يمكن أن نصل إلى أنه من أسبابالمشكلات الزوجية اختلاف النشأة؛ فكل إنسان منا له ظروف مختلفة عن الآخر،من ظروف المولد وتركيب الأسرة وعدد أفرادها وترتيب الميلاد والعلاقاتالمتبادلة الفرد والديه وإخوته والعلاقات بين الوالدين، فضلًا عن التاريخالتعليمى والصحي، وعامل الوراثة والبيئة يلعبان دورًا هامًا في تكوينالشخصية والذي هو بدوره يختلف من إنسان إلى آخر.
وما لاشك فيه أن تفهم طبيعية ونشأة الطرفالآخر ودراسة البيئة المحيطة به سوف يسهل كثيرًا على الطرف الآخر فهمشريكه وتجنب الوقوع في الخلافات، وحتى وإن حدثت فسوف يكون من السهل الوصولإلى حل يرضي الطرفين لما بينهما من تفاهم قد تم بالفعل.
...........................
تحياتي بيان
(النشأة الأولى واختلاف التوقعات:
كثير من الزوجات يشكين كون ان زوجها
لا يتكلم أبدًا!
إنهلا يكاد يقول شيئًا أبدًا وعلي أن أجر منه المعلومات جرًا وكأني غيرموجودة معه في البيت، إني أتساءل أحيانًا إذا كان لا يراني ولا يسمعني؛فلماذا تزوجني إذًا؟!)
لقد أصبحت (س) تشعر بأنزوجها بعيد عنها، فهو إما غير مبال بها وإما عنيف أو عدوانى معها، وهىتتطلع عادة إلى القاء به في المساء بعد عودته إلى المنزل لتجلس معه وتحدثهعن يومها وتسمع منه عن يومه إلا إنه يفضل عند عودته أن يترك وحيدًاليستريح ويكرر عبارته دومًا (لا أحد يكلمني الآن).
ويدعي الزوج بأنه دومًا يكلم زوجته، إلاأنه منزعج لأنها لا تريد أن تحدثه إلا في الأمور التي تزعجه، وأنها لاتستمع إليه عندما يريد الحديث في أمور أخرى تهمه.
والزوجة أيضا منزعجة لأنه لا يستشيرها فيالأمور وينفرد في اتخاذ القرارات بينما هى لا يخطر في بالها أبدًا أن تفعلهذا معه، إلا أنه يعتقد أن ما تطلبه منه سيقيده ويحد من حريته، ويشعر كأنعليه أن يأخذ الإذن منها في كل شيء.
وما يزيد هذ المشكلة أنهما لم يكونا قدتوقعا مثل هذه الأمور والتصرفات قبل زواجهما، فما زالا يحملان الذكرياتوالخيالات الطيبة المليئة بالوداعة والمحبة والرعاية والتفاهم، والتيحملاها من قبل الزواج، بينما يشعران الآن بالتوتر والألم والحرقة منتصرفات بعضهما، وكلاهما يشعر أيضًا أن حياتهما مليئة بالمشاحنات والجدال.
وأكثر ما يزعجها في زوجها أنه بعد كلجدال ينزعج منه تجده يلوذ بالصمت ولا يعود يقول شيئًا ويحتج هو بقوله: (لافائدة من الحديث معها عندما تكون في حالة غضب؛ فهي لا تعود تفهم أو تستوعبالكلام) وكلاهما يشعر الآن بالإحباط وخيبة الأمال.
عندما تظهر الاختلافات:
ما يحدث عادة أنه عندما يتزوج الطرفانفإنهما يريان الكثير من الأمور المشتركة بينهما، وهما أيضًا يحبان بعضالفروق التى بينهما، ولكن يحاول كل منهما في المرحلة الأولى من العلاقةإظهار أفضل ما عنده من السلوك والطباع، ويحاول كل منهما استيعاب الآخروتقديره، وفى مخيلة كل منهما صورة خيالية مثالية عن طبيعة العلاقة بينهما؛وقد يحملان هذه الصورة الخيالية غير الواقعية لعدد من السنوات.
ونلاحظ في حدوث ذلك أمر صحي عندما تبدأهذه الفروق بالظهور شيئًا فشيئًا إلى السطح، وقد يتوافق هذا مع بعضالتغيرات الاجتماعية كإنجاب الطفل الأول، أو تغيير المهنة أو الانتقال إلىبلد أخر أو غيرها من الأمور التى تساعد على إظهار اختلاف تقديرهما للمواقفوالأعمال، وعندما يدرك الزوجان أن مقدار الاختلاف بينهما أكبر ما كانا،يظنان في بداية العلاقة وقد يعزى أحدهما ذلك إلى تغير الطرف الأخر.
إنهما يريان الأمور الآن بواقعية وعلىحقيقتها، بينما في البداية كانت أمور الحياة تسير بشكل سهل ومريح وكانتالعلاقة مليئة بالمحبة والسلوك الحسن، والآن ومع تزايد صعوبات الحياةاليومية ومشاكلها بدأت هذه المحبة بالتعرض للاختبر والامتحان.
فهما الآن يختلفان في كيفية صرف المالوشراء الحاجات، وفي من يساعد في تنظيف البيت وتدريس الأولاد، وفي كيفيةالتعامل مع والدي الزوجين وربما الاختلاف في كل شيء تقريبًا.
إن هذه الفروق والاختلافات بين الزوجينليست بالضرورة أمرًا سلبيًا، فلفروق عادة جانب إيجابي، والاختلافات عادةأمر طبيعى في الحياة إن أحسن التعامل معها، كما أنها تعتبر ما يتميز بهإنسان معين ويختلف فيه عن الآخرين، وما يجعل الآخرين ينجذبون له وما يميزهوية هذا الإنسان وذاته، فظهور هذه الفروق بين الزوجين في هذه المرحلة منالزواج؛ تفتح مجالًا ممكنًا لمزيد من المحبة الناضجة والتفهم الواقعيبينهما.
تبدل التوقعات:
ولكن لابد أن يسأل الزوجان نفسيهما إذاكانت الاختلافات إيجابية وحسنة؛ فلماذا تغيرت العلاقة الحميمية وأصبحتعلاقة متوترة يشوبها الانزعاج؟ ولماذا يشعر كل منهما الآن بذهاب المحبةالتي كانت بينهما في البداية؟
لاشك أن هناك أسبابًا كثيرة لكل هذاومنها قضية التوقعات، فالزوجة قد تتوقع مثلًا أن يكون هناك حديث طويلبينها وبين زوجها كلما عاد من العمل، والرجل قد يتوقع أن تسعى زوجته فيرعايته وبكل ما تستطيع عندما يصاب بمرض أو رشح، وقد تتوقع الزوجة رحلة فيكل أجازة صيفية، بينما يتوقع هو إنجاب مولود في نهاية السنة الأولى منزواجهما، وقد يتوقع أحدهما أن يكون الآخر مثله تمامًا في كل أمر منالأمور، أو أن يرغب في نفس الأمور التى يرغب هو فيها أو أن يكون له نفسالذوق والتفكير وعادة تنشأ المشكلات والصعوبات عندما لا تتحق هذه التوقعات.
اختلاف النشأة:
ولابد أن نسأل أنفسنا لماذا نحمل توقعاتمختلفة؟ لماذا عندما يتوقع أحد الزوجين أمرًا وهو يراه أمرًا عاديًا جدًاوطبيعيًا فقد يراه الطرف الآخر على أنه توقع غير منطقي وغير معقول؟
وقد يعود السبب إلى أننا نشأنا في أسرمختلفة ومرت بنا ظروف متباينة جعلت توقعاتنا مختلفة وكأننا قد دربنا خلالنشأتنا على سلوك معين وتوقعات متفاوتة، فنحن نتأثر عادة بما لا نلاحظه منتعامل أبوينا في محبتهما واختلافهما وبما يقولان أو يفعلان أو بما يصمتانعنه، ونكون قد تعلمنا من غير أن ندري أساليب مختلفة في معظم أمور الحياة،ولذلك لاشك أنه عندما يتزوج اثنان فإنهما يأتيان من خلفيتين متباينتين،وإن كانا في مجتمع واحد وطبقة واحدة وتحدثا بنفس اللغة، ويفسر هذا بعضالاختلاف في توقعات الزوجين في كثير من الأمور.
فإذا كانت هناك فروق كثيرة بين الزوجينمن البيئة الواحدة، فكيف الحال بالزوجين من مدينتين مختلفتين أو بلدينمختلفين أو ثقافتين وديانتين مختلفتين كما في الزواج المختلط) [التفاهم في الحياة الزوجية، د/ مأمون المبيض، ص( 23 إلى 26)].
اختلاف النشأة يؤدي إلى اختلاف الشخصية :
(إن اختلاف الشخصيتينوعدم فهم هذا الأمر يؤدي إلى كثير من المشاكل، فالشخصيات كثيرة ومتنوعةولها سماتها، فهناك العقلاني والعاطفي والاجتماعي والانطوائي وهذهالشخصيات آية من آيات الله في الكون، فإذا لم يتفهم كل صاحب شخصية صاحبهومفاتيح تلك الشخصية وكيفية التعامل معها فستقع الكثير من المشكلات،والشخصيات المتشابهة تتفاهم أكثر من غيرها، وكذلك الشخصيات المتكافئة حيثيوجد من القوة في كل شخصية ما لا يوجد في غيرها، أما الشخصيات المتنافرةفهي بيت الداء في العلاقات الزوجية) [حتى يبقى الحب، د.محمد بدري، ص( 506 )].
ما معنى الشخصية؟
عرفها البعض بأنها:(الشخصية هي انتظام دينامي في الفرد للأجهزة النفسية والفسيولوجية، والذيتحد توافقاته الأصلية مع البيئة فالشخصية هي نتاج تفاعل بين الفرد الذىيتميز بخصائص موروثة وبين بيئته الاجتماعية بما فيها من عادات وتقاليدمختلفة، وتلعب التنشئة الاجتماعية دورًا هامًا في نمو الشخصية الإنسانيةوتكاملها، ومعنى ذلك أن الإنسان كائن متغير في بيئة متغيرة).
وعرفها آخرون بأنها: (الشخصية هي جملةالصفات الجسمية والعقلية والمزاجية والاجتماعية والخلقية، التي تميز الشخصعن غيره تميزًا واضحًا.
أي الشخصية هي مجموعة من الخصائص ولكنها فيها صفة التميز، فكل شخص يتميز عن غيره فالشخصية كالبصمة لا تتول في التوائم) [قياس الشخصية، د.أحمد محمد عبد الخالق، (ص64) ].
ومن أهم العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية :
1- الوراثة.
2- المستوى الثقافي والاجتماعي (البيئة المحيطة بالفرد).
3- التعليم.
أثر الوراثة والبيئة على شخصية الإنسان:
(يتحكم في السلوك الإنسانى مجموعتان من العوامل، وهما:
1-المجموعةالأولى: هى المجموعة ذات الأساس البيولوجي وعلى رأسها الوراثة وبعضالعوامل الأخرى مثل: اضطرابات الغد وأمراض الجهاز العصبي .... إلخ.
2-المجموعة الثانية: وهي المجموعة ذات الأساس البيئي وتشمل عمليات التعليم والبيئة الاجتماعية والنفسية المحيطة بالفرد منذ نشأته.
ومن هنا فإن تكوين شخصية الإنسان ومحدات سلوكه نتيجة للتفاعل بين هاتين المجموعتين) [المحدات البيولوجية للسلوك والشخصية، د/حنان سعيد السيد، ص (87-93)، باختصار].
ومن هنا يمكن أن نصل إلى أنه من أسبابالمشكلات الزوجية اختلاف النشأة؛ فكل إنسان منا له ظروف مختلفة عن الآخر،من ظروف المولد وتركيب الأسرة وعدد أفرادها وترتيب الميلاد والعلاقاتالمتبادلة الفرد والديه وإخوته والعلاقات بين الوالدين، فضلًا عن التاريخالتعليمى والصحي، وعامل الوراثة والبيئة يلعبان دورًا هامًا في تكوينالشخصية والذي هو بدوره يختلف من إنسان إلى آخر.
وما لاشك فيه أن تفهم طبيعية ونشأة الطرفالآخر ودراسة البيئة المحيطة به سوف يسهل كثيرًا على الطرف الآخر فهمشريكه وتجنب الوقوع في الخلافات، وحتى وإن حدثت فسوف يكون من السهل الوصولإلى حل يرضي الطرفين لما بينهما من تفاهم قد تم بالفعل.
...........................
تحياتي بيان
رد: أثر نشأة الرجل والمرأة على حياتهما الزوجية
بارك الله فيك أختي على هذا الطرح الراااائع والطيب
وأستطيع أن أسميك صاحبة القلم الحنون
واصلي الابداع فنحن بانتظار جديدك
تقبلي مروري
وأستطيع أن أسميك صاحبة القلم الحنون
واصلي الابداع فنحن بانتظار جديدك
تقبلي مروري
امير المملكه- عضو فعال
-
عدد المساهمات : 392
السٌّمعَة : 9
العمر : 40
مواضيع مماثلة
» بكاء الرجل *هل هو ضعف ؟؟؟
» صدر جديثا كتاب : لماذا يصمت الرجل ؟؟!! عن دار العلم للملايي
» حنان المرأة اقوى من صلابة الرجل
» صدر جديثا كتاب : لماذا يصمت الرجل ؟؟!! عن دار العلم للملايي
» حنان المرأة اقوى من صلابة الرجل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى